من قصص العرب 5

( ما ولـدت العرب أكــرم منك )


قال الأصمعــي :

قصدت في بعض الأيام رجلا كنت أغشاه لكرمه ( يأتيه لأنه كريم ) , فوجدت على بابه بـوابا , فمنعني من الدخول إليه , ثم قال : والله يا أصمعي ما أوقفني على بابه لأمـنع مثلك إلا لـرقة حاله , وقصور يده , فكـتـبـت رقعة فيـها :

إذا كـان الكــريم لـه حــجـــاب ...... فـمـا فـضــل الـكـــريم علـى اللئـيــم ..!؟

ثم قلت له : أوصل رقعتي هذه إليه , ففعل , وعاد بالرقعـة , وقد وقع على ظهـرها بالتالي :

إذا كــان الكـريــم قــليــل مـال .... تحـجَّـــبَ بالحـجـــاب على الغريـــم

ومع الرقعة أرسل صرة فيها خمســمائة دينار ...!!

فقلت : والله لأتحفن المأمون بهذا الخبر ( خليفة عباسي شهير جدا محب للعلم والعلماء ) , فلـمــا رآني المأمون قال : من أين يا أصمـعي ...؟

قلت : من عند رجـل من أكرم الأحيــاء , حاشا أمير المؤمنين ..

قال : ومن هو ...؟ فدفعت إليه الورقة والصرة , وأعدت عليه الخبر كما حدث . فلما رأى الصــرة قال : هذا من بيت مالي , ولا بد لي من الرجــل ( أي لا بد أن أعرف من هو ) فقلت : والله يا أمير المؤمنين إني أستحي أن تروعه برسلك ( أي أن تخيفه بالرسل الذين سترسلهم إليه ) فقال : لبعض خاصته : امض مع الأصمعي , فإذا أراك الرجل فقل له : أجب أمير المؤمنين , ولكن بلطف ومن غير إزعاج ..

فلما حضر الرجل بين يدي المأمون قال له : أنت الذي وقعت لنا بالأمس , وشكوت رقة الحال , وأن الزمان قد أناخ عليك بكلكله , فدفعنا إليك هذه الصرة لتصلح بها حالك , فقصدك الأصمعي ببيت شعر واحد , فدفعتها إليه ...!!

فقال الرجل : نعم يا أمير المؤمنين ...والله ما كذبت فيما شكوت لأمير المؤمنين من رقة الحال , لكني استـحيـيـت من الله تعالى أن أعيد قاصدي إلا كما أعادني أمير المؤمنين .

فقال له المأمون : لله أنت ! فما ولدت العرب أكرم منك .

الردووووووووووووووووووووووووووووووووووووووود ماني شايف

ردي على محتوى المووووووووووووووووضوووووووووووع رجاااااااااااااااااااء