من قصص العرب 9

نتابع معكم اليوم والقصة أيضا من كتاب قصص العرب مع هذه القصة
التي تقدم لنا فكرة عن الذكاء والفطنة وسرعة البديهة عند العرب .

تقول القصة :


دخل رجل بدوي عليه شعث السفر , على داوود بن يزيد بن حاتم المهلبي ( كان واليا وأميرا من أمراء هارون الرشيد ) وكان إذا حضر الطعام يتقدم بصرف البوابين, ولا يمنع من الوصول إلى طعامه أحد , فلما فرغ من الطعام وثب قائما و أومأ إليه وقال :
من أنت يا فتى ؟ قال : شاعر قصدتك بأبيات من الشعر . قال داوود : مهلا قليلا , ثم دعا بقوس فأوترها ( أي جعل لها وترا وشده ) وأومى إليه وقال له : فإن أنت أحسنت خلعت عليك وأجزلت العطاء لك , وإن أخطأت رميتك بهذا السهم يقع في أي موضع يقع فيه , فتبسم البدوي , وقال :


أمنـتُ بداوود وجـود يمـيـنـــه ….. من الحــدث المرهوب والبؤس والفقر


وأصبحت لا أخشى بداوود نَبوَة ... ولا حـدثــانـا إن شــــددت بـــه أزري


له حـكم لقمان وصورة يوسف … ومُلك ســـــليـمـان وصـــدق أبـــي ذر


فـتى تهربُ الأموال من جود كفه … كما يهرب الشيطان من ليلة الـقــدر


فـقوسك قوس الجود , والوتر الندى ..وسـهمك فيه الموت فاقتل به فقري



فضحك داوود ورمى بسهمه مع القوس من يده , وقال : يا فتى العرب , بالله هل كان ذكر القوس في الأبيات ؟ فقال : لا والله ! ففرح بذلك , وقال : يا فتى العرب , بالله أيما أحب إليك : أعطيك على قدرك أم على قدري ؟ قال : بل على قدري ! قال : كم على قدرك ؟ قال : مائة ألف درهم , فأمر له بها .


ثم قال : ما منعك أن تقول على قدري ؟ فقال : أيها الأمير , أردت أن أقول ذلك , فإذا الأرض لم تســاو قدر الأمير , فطلبت على قدري ! فقال : لله درك ! والله إن نـثرك لأحسـن من نظمك ! وأمر له بمائة ألف ثانية , وأمره ألا ينقطع عنه

الردوووووووووووووووووووووووووووووووووووووود وين

ردي على محتوى الموضوووووووووووووع